كيف اجعل شخص يحبني

[شهرزاد]

الاخ الفاضل صلاح بن جاسم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت افكر في اشياء كثيره...كثيرة جدا يمكنني كتابتها لكنني احجمت بعد مكالمة اليوم معاك ...لكم كنت جريئا...جريئا وقاسيا ابامحمد...قاسيا لانك لم تحترم قناعاتي...ادخلتني في دوامة بل دوامات من التفكير والمعاناة التي قد لاتنتهي...كم كنت في غنى عن هذا كله...لربما كان ينبغي ان استمع للصوت واتوقف...لاأعرف ماأفعل...جبانه ...حيلة عاجز...كثير من الكلمات التي اكرهها..لماذا ؟ لماذا اقحم نفسي في سلسلة من الافكار المجنونة هذه .بل لماذا لاأتوقف؟ ربما لانني مااعتدت التوقف عن امر انا مقتنعة به..وربما هي روح القتال قد اشتعلت بداخلي..روح التحدي التي ترفض الاذعان وتأبى الا نيل المطلوب او الموت دونه...لااعرف لماذ لاأستطيع مسايرةافكارك بافكاري ...انا لاأدور حول نفسي ولست ممن لايعرف طريقه ..ولو كنت كذلك لفقدت عقلي منذ زمن ..لو كنت ممن لايعرف نفسه ولا يدرك قواه الداخليه..لما نجحت في احتمال كل هذا الى الآن ..تقول لي ان الغي او انسى العشر سنوات الماضيه بكل مافيها ..كيف هذا وكيف اطيقه ؟ وقد كانت عشر سنوات من التجربه والعمل والانجاز وبرغم ماحوت من العذاب والالم ..لكنني فيها حققت الكثير ..فكيف كنت سأحقق هذا وانا جبانه كما تراني ؟ انا لست من المرضى الذين يقعدهم المرض ويقضون ايامهم بالتحسر على مامضى والبكاء على حالهم لست ممن يستغرقهم المرض فيصبحون ويمسون وهو شغلهم الشاغل .لم احيا حياتي هكذا مطلقا كان هناك وقتا للألم ووقت آخر للعمل الجاد الدؤوب

قد اكون جبانة ولاكن ليس كما تتصورون احيانا كثيرة اشعر بعدم ثقتي بنفسي ويصبح تقديري لذاتي معدوما ... اكون جبانة عن مواجهة الآخرين ويتملكني رعبا حقيقي عن الاجتماعات العامة والاصوات العالية..اخاف من الناس واحس انهم على وشك ان يؤذونني هذا هو مااعنيه بقولي جبانه .ولا اعني غيره...اتعرف كيف اصبحت جبانة ؟؟ كيف صارت تلك الشخصيه القويه الجريئة ..كائنا مرعوبا لايثق في نفسه؟؟؟ اليك الجواب.

عندما تصبح وتمسي وصوت في داخلك لايفتئ يصرخ بك انت لاشيئ انت انسان تافه وجودك لامعنى له ..اعمالك كلها فاشلة .انت لاتجيد شيئا ..كلهم يسخرون منك كلهم يكرهونك كلهم يعرفون انك فاشل انت كاذب انت تخدعهم انت منافق ..... حينها حياتك تضحي جحيما لايطاق تكره نفسك وتكره من حولك .عشر سنوات وانت تتلقى هذه الجرعة اليوميه بشكل متواصل ليلا نهارا ..اليس من الطبيعي ان تغدوا فاقدا للثقه...مترددا ..جبانا؟؟..ومع هذا كنت اخفي كل هذا وابتلعه ولا يكاد يلمسه الا من هو اقرب من القريب .انا لست بحاجه لمعالج نفساني صدقني انا احتاج ان اثق بنفسي وعندها ربما استطعت ان افعل شيء لامتي...
هل هو سحر؟ هل هو عشق؟ هل هو مس ام عين ام حسد؟ لم يعد يعنيني.ان اعرف .كل مااريده ان اخرج من كل هذا .اريد ان يخرج من جسدي يتركني وشأني..اريد ان احيا سيدة نفسي..لست امة لاحد ..ولا زوجة لكائن بشع..قبيح قلبا وقالبا..ليس مهما أن اعرف ماهو ولا مالسبب.لكنني فقط اتطلع الى الخلاص...الى النجاة بما تبقى لي من عقل...
أشعر بهدوءداخلي غريب وبمساحة واسعة من الصمت ..تفكيري معطل تماما عقلي لايعمل مطلقا ..فراغ فكري عجيب .لاافكر في اي شيء...نوع من البلاده العقليه..ربما كان انفصالا مؤقتا عن الواقع الذي يشدني بقوة.
كان احيانا يأتي ومعه الانجيل ويقرأعلي فصولا منه ...يصلي من اجلي كي اهتدي.ومع الوقت بدأطيالبني بأن اقرأ مباشرة من الانجيل..كنت عندما اصحو من النوم اجد نسخة من الانجيل تحت الوساده حتى اتمكن من القيام بواجباتي.لكنني لم اكن طالبة مجتهدة..ففي بداية الامر كنت أغضب ثم امزقه ثم صرت احرقه.وكنت ادفع ثمن هذا يوميا.فأخبرت شيخي الذي كان يرقيني وقتها والذي لم يصدقني وطلب الدليل على صدق قولي .اذ لايعقل أن يترك الجني لك كتابا كهديه وللأسف كنت قد مزقتها واحرقتها .وبقيت انتظر ان يترك لي واحدا كعادته لكنه لم يفعل ومضى الاسبوع الاول والثاني ولم يفعل .... عندها أيقنت حقا انني بلا عقل ..وكم دعوت الله وتوسلت اليه ان يظهر الله امري .وفي الاسبوع الثالث عاود ووضع الكتاب وكانت المره الاولى التي انتظر فيها القراءه ..وعندما جاء الشيخ اخرجت له الكتاب وأخبرته عن وجود المزيد فلم يعر جوابا ...انتظرت أن أسمع تصديقه لكلامي لكنه لم يزد على ان هذا من فعلي وليس من فعل الجان ولك ان تتصور خيبتي في ذلك الوقت